A+ A-
نحو بناء تقاليد دبلوماسية برلمانية جديدة*
2018-12-26

 
"بسم الله والصلاة والسلام على النبي العربي الهاشمي الأمين، وعلى آله وصحبه، وعلى الأنبياء والمرسلين من قبله.

السيد عريب الرنتاوي مدير مركز القدس للدراسات السياسية

السيدات والسادة

الحضور الكريم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وبعد؛

يطيب لي أن أتواجد اليوم بينكم متحدثاً عن "الدبلوماسية البرلمانية في الأردن نحو انطلاقة جديدة"، وهو العنوان الذي سعينا لتكريسه فعلاً لا قولاً، خلال مجلسيّ النواب السابع والثامن عشر، من خلال تفعيل مشاركاتنا في الوفود المختلفة، مستفيدين من مواقِعنا المتقدمة في الاتحادات البرلمانية العربية والإسلامية والدولية.

 

ولا أبالغ في القول بأن مشاركاتنا الفاعلة، سواءٌ على صعيد المبادرة أو على صعيد الحضور، سجلت إشاداتٍ خطية على الدور الفاعل الذي مارسناه نُصرةً لقضايانا الأردنية العادلة، والمرتبطة بجوارنا غير المستقر، ومتعدد النزاعات، وذلك انطلاقا من قناعاتنا بسلامةِ وفصاحة الموقف الرسمي الأردني المتسم بالاعتدال والتوازن، وتعريفٌ بدورنا السياسي المحوري في شؤون المنطقة والإقليم.

السيدات والسادة؛

وانطلاقا من الدور الذي تكرس للبرلمان الأردني في ميادين متعددة ومن على منابر مختلفة، تجذرت قناعةُ مجلس النواب في ضرورة استثمار ذلك، دعما لقضايانا، خصوصا في ظل تشكل تيارات برلمانية تعتبر بأن فرص الدعم والتأييد والنصرة للقضايا المصيرية في المنطقة، ستؤدي بالضرورة لدعم جهود المملكة في تحديد المشكلات القائمة، وتقديم الحلول العادلة، واضعين حداً لجدلِ تنافرِ الموقفين الرسمي والنيابي حيال قضايانا الأردنية الساخنة، والمرتبطة بحدودٍ ملتهبة، والتصاقنا بالقضية الفلسطينية التي نعتبر بأنها قضية انسانية متعلقة بمصادرة حقوق تاريخية، وتغييبٍ مقصودٍ لحدودِ منطق العدالة المنصوص عليه نصاً وروحا في قرارات الشرعية الدولية، علاوة على انعكاس الأزمات وتداعياتها على صعيد المجتمع الأردني، وما تعرضنا له من تفاقم أزمة اللجوء القسري بسبب الحروب من حولنا، أو الطوعي بسبب البحث عن فرص العمل في أسواقنا.

 

وعليه فقد نجح مجلس النواب الأردني في الدعوة لعدة قمم طارئة لاتحاديّ البرلمان العربي والاسلامي، وجميعها تركزت على توحيد المواقف البرلمانية العربية لنصرة الأشقاء الفلسطينيين في مواجهة وحشية الاحتلال الاسرائيلي، وتهديده المستمر للمقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس، وتنامي الممارسات الاستيطانية على حساب الاراضي الفلسطينية.

وكان لمثل هذه لجهود أن أثمرت في انتزاع قرارات دولية من خلال الاتحاد البرلماني الدولي، وعضويتنا في اللجان التنفيذية المنتخبة، وعضوية مجلس أوروبا كذلك، وهي جهود تصب في خانة الجهود الرسمية التي يتصدرها جلالة الملك عبد الله الثاني سعياً منه في العودة لمفاوضات السلام الجادة، القائمة على أساس الاعتراف بحل الدولتين، وإعلان قيام دولة فلسطين على حدود الرابع من حزيران لعام 67، وعاصمتها القدس، والاعتراف بالحلول العادلة لقضايا الوضع النهائي.

السيدات والسادة؛

إننا في مجلس النواب الأردني، سعينا بكل السبل للتعريف بحجم الأخطار التي تعيشها منطقتنا، وحجم التعامل الحذر مع حدود دول الجوار التي شهدت حروبا واضطرابات على مدى السنوات الماضية، لنقوم بدورنا في حماية الحدود من جانب واحد، وهو الجانب الأردني، متمسكين بأولوية الحل السياسي للأزمة السورية، والتمسك بخيار وحدة الأراضي السورية وحقن الدماء عليها، واستمرارية عمل مؤسسات الدولة والجيش، حتى لا تملأ الفراغ قوى الظلام والتطرف، والتي كان لنا معها جولاتٍ من الملاحقة والتتبع، سواء على الصعيد العسكري أو الأمني، وحتى الفكري والثقافي.

كما أننا متمسكون في أن الأزمات العربية المتفاقمة في أكثر من مكان تتطلب حلولاً سياسية توافقية، ناتجة عن التلاقي بالحوار، وتجسير التباينات، على أن الإصلاح والديمقراطية والعدالة، وضمان سيادة دولة المؤسسات والقانون، والبحث عن مستقبل آمن للأجيال، هو ما يجب أن نسعى إليه لتحصين أنفسنا وتحصين الأجيال من بعدنا.

ختماما، أجدد الشكر على الدعوة، معتذرا عن الايجاز في عرض جهود مجلس النواب في الدبلوماسية البرلمانية، تاركا ورقة أعدتها الأمانة العامة لمجلس النواب بين يدي مركز القدس، لعلها تسلط الضوء تفصيلياً عن ما قمنا به اجتهادا، فإن أصبنا فلنا الأجر، وإن أخطأنا فأعينونا بالتقييم لتجاوز أي خلل في تفعيل الدور وكسب جولاتِ التأييد الدولي لقضايانا.

 

 والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

رئيس مجلس النواب

عاطف الطراونة"

 .................................................................................................................

*- كلمة معالي المهندس عاطف الطراونة، رئيس مجلس النواب الأردني في ورشة عمل: " الدبلوماسية البرلمانية في الأردن: نحو إنطلاقة جديدة". والتي نظمها مركز القدس بتاريخ 8-12-2018. عمان- الأردن.