مركز القدس للدراسات السياسية، مؤسسة بحثية (think tank) مستقلة، غير حكومية ولا تتبع أية جهة حزبية، تأسست في عمان العام 1999، وفي بيروت عام 2012، تهدف إلى توفير فهمٍ أعمق وأدق للتحديات التي تواجه عملية الإصلاح السياسي والتحوّل الديمقراطي في الأردن والبلدان العربية، وتعميق قيم "المواطنة المتساوية" مصدر الحقوق والواجبات، ونشر ثقافة الحوار والتسامح واحترام التعددية والاعتراف بالآخر، وإشاعة مبادئ الحرية والعدالة وسيادة القانون، كقاعدة حاكمة لعلاقة الدولة الحديثة بمواطنيها، أو في العلاقات الإقليمية والدولية. كما يهدف المركز إلى توسيع المشاركة السياسية للمواطنين،وتفعيلالرقابة المدنية على أداء الحكوماتوالبرلمانات، وتعزيز حرية الصحافة واستقلالية وسائل الإعلام، وتكريس "حق المعرفة" والحصول على المعلومات.
ويعتمد المركز في منهجية عمله، على إعداد البحوث والدراسات والتقارير وأوراق السياسات وإجراء الدراسات الاستطلاعية والمسحية وإنشاء "المراصد" المتخصصة، كما يولي المركز اهتماماً خاصاً بتدريب الأحزاب ومؤسسات المجتمع المدني والحركات الشبابية والمنظمات النسائية، وبناء القدرات المؤسسية لهذه الجهات وتطوير الممارسة الديمقراطية الداخلية في أوساطها، ومساعدتها على بناء التحالفات والائتلافات والشبكات، وتطوير خبراتها في حشد التأييد وكسب الأنصار، وتزويدها بأفضل الخبرات الإقليمية والدولية التي تساعدها على تحقيق أهدافها.
وأولى المركز منذ نشأته، اهتماماً ملحوظاً بدعم عملية الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي، ومأسسة الحوار الاجتماعي، وزيادة انخراط الأحزاب السياسية في هذه العملية، وبناء قدرات منظمات الأعمال، مولياً اهتماماً خاصاً بالأعمال الصغيرة والمتوسطة، وزيادة إسهام النساء في سوق العمل وقطاع الأعمال، وتعزيز دور القطاع الخاص في التنميةالاقتصادية – الاجتماعية، وإشاعة قيم العدالة الاجتماعية.
وعمل المركز مبكراً، على دراسة ظاهرة "الإسلام السياسي" التي كانت انتشرت في معظم دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، منطلقاً من فرضية "أن لا ديمقراطية من دون الإسلاميين ... ولا ديمقراطية من دون تعميق المكون المدني – الديمقراطي في خطاب الحركات الإسلامية المعاصرة"، مولياً اهتماماً خاصاً بدعم الاتجاهات الإصلاحية داخل هذه الحركات، وتشجيع الحوار والتفاعل بين مختلف التيارات والمدراس السياسية والفكرية والاجتماعية، وصولاً لبناء التوافقات الوطنية بوصفها شرطاً للانتقال السلس والآمن للديمقراطية.
كما أفرد المركز منذ تأسيسه، برنامجاً خاصاً لدراسة النزعات الإقليمية وأثرها على مستقبل المنطقة، وفي صدارتها القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي، متتبعاً تطور الاستراتيجيات الإقليمية والدولية حيالها، وما تُرتّبه من تداعيات على حقوق شعوبها في التنمية والرفاه والحرية والديمقراطية وتقرير المصير.
وحرص المركز منذ التأسيس، على إيلاء اهتمام خاص، بالعمل على النطاقين الوطني (الأردني) الإقليمي (الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، مستنداً إلى شبكة علاقاته وتحالفاته الواسعة مع مراكز البحث ومؤسسات المجتمع المدني والناشطين والمفكرين في هذه المنطقة، مؤمناً بوجود "مُشتركات" كثيرة بين بلدانها، تسمح بتبادل الخبرات وتعظيم المنافع والمصالح المشتركة.
ولخدمة برامجه وأنشطته الإقليمية، افتتح مركز القدس للدراسات السياسية في العام 2011، فرعاً له في العاصمة اللبنانية بيروت، كمؤسسة بحثية لبنانية مستقلة، غير ربحية، تعمل على البرامج ذاتها وتسعى في تحقيق الأهداف ذاتها.
وكنتيجة لهذا الإدراك المبكر بأهمية العمل الجماعي والمشترك، فقد نجح مركز القدس للدراسات السياسية، في إطلاق عدد من الشبكات والتحالفات المحلية والإقليمية، منها على سبيل المثال لا الحصر، "شبكة الإصلاح والتغيير الديمقراطي في العالم العربي"، "الشبكة المدنية العربية للرقابة على البرلمانات"، والائتلاف المدني لإصلاح التشريعات الإعلامية – إفصاح"، وهي شبكات تضم في صفوفها مئات الناشطين والمنظمات المدنية والمثقفين والأكاديميين. كما أن المركز يتمتع بعضوية العديد من الشبكات الدولية والأورو – متوسطية، الناشطة في ميادين اهتمامه وبرامجه.
حقوق النشر محفوظة@ مركز القدس للدراسات السياسية. كل الحقوق محفوظة