A+ A-
دور الحريات الصحفية في تطور المجتمعات...تجارب عالمية
2010-05-05
انتقادات واسعة لتصنيف فريدوم هاوس لإسرائيل بالدولة الحرة وهي تمارس الاحتلالشرايفر : التشريعات ساهمت في تصنيف الاردن دولة غير حرة
 
انتقد نشطاء سياسيون وحقوقيون وخبراء اعلاميون تصنيف مؤسسة فريدوم هاوس الدولية في تقريرها السنوي حول الحريات الإعلامية ، لإسرائيل على انها دولة حرة في مجال الصحافة وشددوا على انه لا يمكن وصف دولة تمارس الاحتلال والقمع بالحرة . وطالبوا باعتماد معايير خاصة في تقييم مستوى الحريات الاعلامية بخاصة والحريات بعامة في الدول التي ما زالت تمارس الإحتلال لدول وشعوب أخرى كاسرائيل, حيث يتمتع الاسرائيلي بالحرية بينما يعيش الفلسطيني تحت القمع ومصادرة الحريات. وابدى المشاركون إستغرابهم من تصنيف الاراضي الفلسطينية بأنها غير حرة رغم انها تحت الإحتلال الإسرائيلي.
 
وفي الجلسة الحوارية التي عقدها مركز القدس للدراسات السياسية مساء أمس الاربعاء بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة تحت عنوان ( دور الحريات الصحافية في تطور المجتمعات.. رؤية عالمية )، وتحدثت خلالها مدير برامج إستقطاب الراي في فريدوم هاوس بولا شرايفر ، قالت ان الاردن صنفت بأنها دولة غير حرة ولا تتمتع بحرية الصحافة ، وذلك وفق الدراسة السنوية التي تجريها المؤسسة للبيئة الصحافية على مستوى العالم منذ عام 1972.
 
وقالت شرايفر بأن الأردن يلزمه ثلاث علامات ليصبح من الدول التي تتمتع صحافتها بحرية جزئية, بناء على الدراسة الهادفة لمتابعة البيئة المساعدة لحرية الصحافة. ذلك ان التقرير يصنف الدول بانها حرة صحافياً وفق معيار من ( صفر – 30) وفوق ذلك تصنف بأنها حرة حزئيا وغير حرة وأضافت, أن الأردن حصلت على علامة 20 من 30 في قياس البيئة القانونية, و24 من 40 في قياس البيئة السياسية, في حين كانت البيئة الأفضل هي الاقتصادية إذ حصل الأردن فيها على 19 من ,30 مبينة أنه كلما حصلت الدولة على علامات أكبر فإن وضح حرية الصحافة فيها يكون للأسوأ. ومن أبرز الأسباب التي أدت لحصول الأردن على علامات متدنية - حسب شرايفر - كان عدداً من القوانين السلبية مثل قانون المطبوعات والنشر والعقوبات, وأضافت أن هناك إرهابا للصحافة في الأردن, إلى جانب الرقابة الذاتية التي يمارسها الصحافي على نفسه خوفاً من العقوبات.
 
ورغم انها اكدت أن إقرار الاردن لقانون حق الحصول على المعلومات كان ايجابياً ، الا انها قالت ان المؤسسة تتطلع لمتابعة كيفية تنفيذ القانون, الذي سيدعم الأردن بعلامتين, إلى جانب ذلك تطرقت لمسألة إلزامية الانضمام إلى نقابة الصحافيين, معتبرة أن ذلك فيه سلب لحرية ورغبة الصحافي في الانضمام أو عدمه.
 
واعتبرت أن الأردن وعبر تعزيز حرية صحف مطبوعة مستقلة, رغم سيطرة الحكومة على القطاع التلفزيوني والاذاعي يمكنه تحصيل النقاط الثلاث التي ستمكنه من خلق بيئة حرة جزئية.
 
مع ذلك بينت أن أداء الأردن أفضل مقارنة مع أفريقيا والشرق الأوسط. إذ انه كان نسبة الدول ذات البيئة الصحافية الحرة في العالم العام الماضي 35%, وذات الحرية الجزئية 33%, وغير الحرة 33%. لتؤكد أنه في السنوات الماضية تم تسجيل تراجع في حرية الصحافة على مدى العام, إذ ان 1 من كل 6 أشخاص يتمتعون بحرية الصحافة في العالم.
 
وشهدت الجلسة التي ادارها مدير مركز القدس عريب الرنتاوي نقاشات حادة بين الحضور وشرايفر حول تصنيف اسرائيل بانها دولة حرة وتساءل عميد كلية الاعلام في جامعة اليرموك الدكتورعزت حجاب عن كيفية وصول إسرائيل لهذه المرتبة, وهي الدول التي تضيق بشكل مستمر على حرية الصحافيين. فيما اكد وزير الخارجية السابق والرئيس السابق للمجلس الاعلى للاعلام الدكتور كامل ابو جابر أن العدالة هي أساس الحرية وإسرائيل دولة تفتقر إلى العدالة وتمارس ابشع انواع القمع بحق الفلسطينيين.
 
وقال مدير مركز القدس إن الحرية قيمة سامية لا تتجزأ ولا يمكن تصنيف دولة حرة, وهي تستعبد شعبا آخر, داعيا الى وضع تصنيف خاص للدول التي لا تمارس استعمارا, وهي الدعوة التي اثارت جدلا ساخنا بين الحضور من جهة والمتحدثة الامريكية التي دافعت عن تقرير منظمتها من جهة أخرى.
 
وتساءل الرنتاوي لماذا لا تتغير منهجية الدراسة, فإسرائيل توصف بالحرة وتمنع الصحافيين من تغطية الأحداث, مطالباً بوضع منهجية خاصة للدول التي ما زالت تعاني من الاستعمار, وأضاف, لا يجوز جعل بربرية اسرائيل ذريعة لتعطيل مسار الاصلاح في بلادنا.
 
الا ان مسئولة فريدوم هاوس تمسكت بتعريف مؤسستها لحرية الصحافة, واكدت أن إسرائيل هي الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي تتمتع بحرية الصحافة ، وقالت نحن نقيم حرية الصحافة ضمن حدود الدولة ، ووفق هذه المعايير فإن اسرائيل دولة حرة وجميع مواطنيها يعيشون ضمن مستوى حريات اعلى من بقية دول المنطقة .. مشددة على انه يتم تصنيف كافة الدول وفق ذات المعايير.. وسط إصرار المشاركين على رفض المعايير التي اعتمدتها المؤسسة لمثل هذا التصنيف.
 
وبينت شرايفر بأن هناك تراجعا في حرية الصحافة في أغلب الدول في العالم, مبينة أن هناك دولا شيوعية سابقة تشهد تراجعاً كبيراً, إلى جانب دول عرفت بالديمقراطية مثل بريطانيا وإيطاليا بدأت تسجل تراجعاً.
 
وأضافت بأن العالم يشهد تراجعاً في حرية الانترنت, فأصبح هنالك دول تفرض قوانين ضاغطة على الانترنت. واوضحت ان الأعوام الثمانية الماضية شهدت تراجعاً في حرية الصحافة على مستوى العالم.
 
واشارت الى ان الدراسة اظهرت ان شخص من كل ستة اشخاص على سمتوى العالم يتمتع بحرية صحافية .مشيرة الى ان التعداد السكاني للدول يلعب دورا في هذا المجال. وقالت ان الدول الديمقراطية مثل اوروبا وامريكا الشمالية شهدت ايضاً تراجعاً في مجال الحريات الإعلامية وان التحسن الذي طرا العام الماضي كان في دول جنوب شرق اسيا.
 
واعربت شرايفر عن اعتقادها ان سبب التراجع الذي حدث في بعض مناطق العالم يعود الى كثرة التشريعات والحدة في تطبيها اضافة الى تزايد النزاعات والحروب .
الدراسة ترى أن روسيا من الدول المتهمة بنسخ تشريعاتها إلى دول أخرى, وعليه فإن الصين الشعبية تعد من الدول غير الحرة.
 
يذكر أن مؤسسة فريدوم هاوس تصدر بصورة دورية دراسة مسحية عن حرية الصحافة, كون الصحافة من وجهة نظر المؤسسة تعد مكوناً أساسياً لتأسيس وإدامة الديمقراطية وحقوق الإنسان.
 
وتتم دراسة البيئة الصحافية في المؤسسة من خلال متابعة ثلاثة مكونات وهي القانون عبر متابعة الدستور والتشريعات وتطبيقها, السياسة عبر التأثير على الأخبار ومتابعة إرهاب الصحافيين والاقتصاد المتمثل بقدرة الصحافة على الاستقلال المادي وفيما اذا كان يوجد معيقات مادية تمنع صدور وسائل الاعلام.