A+ A-
كلمة مركز القدس للدراسات السياسية في إفتتاح مؤتمر الاحزاب السياسية في العالم العربي
2004-06-12


دولة الأخ / الأستاذ فيصل الفايز _رئيس الوزراء الاكرم

أصحاب الدولة والمعالي والعطوفة والسعادة
السادة أعضاء السلك الديبلوماسي وممثلي البعثات والمؤسسات الشقيقة والصديقة
ضيوفنا الكرام
أيتها الأخوات ، أيها الأخوة

فإنه لمن دواعي سروري واعتزازي، أن أقف بينكم اليوم، مرحبا بكم جميعا، في مفتتح فعاليات مؤتمرنا هذا: "مؤتمر الأحزاب السياسية في العالم العربي .... الواقع الراهن وآفاق المستقبل" ، وكلي ثقة وأمل، في أن تتكلل جهودنا جميعا بالنجاح، وأن نحقق ما نصبو إليه، من تفعيل لدور أحزابنا السياسية ومنظماتنا الأهلية والمدنية في مواجهة تحديات الإصلاح والتحول الديمقراطي والتنمية السياسية التي تجابه دولنا ومجتمعاتنا.لقد آثرنا، شركاءنا في مؤسسة كونراد أدينار، ونحن في مركز القدس للدراسات السياسية، أن نجعل من هذا الحدث، فرصة لتبادل الأفكار والخبرات، بين تجارب تشترك في بعض القواسم والجوامع، وتتمايز في ظروفها ومعطياتها، مؤمنين بأن تلاقح الأفكار، والانفتاح على عدد أوسع من التجارب، يغني خبراتنا جميعا، ويختصر المسافات التي يتعين على كل مجتمع من مجتمعاتنا ان يقطعها في الطريق الى الديمقراطية والتعددية والمشاركة.

وأحسب، كما قد يحسب بعضكم، أن إنعقاد هذا المؤتمر، في هذا الوقت بالذات، وما يحيط به من شروط محلية وإقليمية ودولية، إنما يكتسب أهمية خاصة، فالأردن، يعيش منذ سنوات حراكا سياسيا وطنيا دافعا باتجاه التحديث والعصرنة، والحكومة التي نتشرف اليوم، بالترحيب برئيسها دولة الأخ / الأستاذ فيصل الفايز ووزرائه الكرام، تحمل على أكتافها أمانة الترجمة الأمينة لكتاب التكليف الملكي السامي، المرتكز أساسا حول تحقيق التنمية السياسية المستدامة...الأمر الذي سيكسب مداولاتكم وإسهاماتكم على امتداد اليومين القادمين، أهمية استثنائية.

والمؤتمر ينعقد كما تعلمون، فيما الخطاب العربي، بشقيه الرسمي والأهلي، يفيض بأسئلة الإصلاح والتحديث، تارة تحت ضغط الحاجة والضرورة والمصلحة، وأخرى تحت وقع الضغوط الداخلية التي تصدر عن مجتمعاتنا وقواه الحية والمستقبلية، وثالثة، تحت ضغط الخارج، الذي يزداد اهتماماته بقضايا المنطقة وإشكالياتها يوما بعد آخر، سيما بعد أن أصبح العالم قولا وفعلا، قرية كونية صغيرة واحدة، تتبادل التأثر والتأثير، على مختلف الصعد وجميع المستويات.

ولقد أولينا في هذا المؤتمر بالذات، جهدا خاصا لدراسة سبل دمج مختلف مكونات مجتمعاتنا واتجاهاتها الفكرية والسياسية، في عملية التحول والإصلاح والتنمية السياسية، فقد دفعت هذه المنطقة أثمانا باهظة، لسياسات الإقصاء والإلغاء والاستئصال، وآن الأوان للغة جديدة وخطاب بديل.

لغة تنهض على الحوار والتفاعل مع الآخر بدل إلغائه أو تغييبه، وخطاب يحترم مفردات حقوق الإنسان والتعددية وسيادة القانون وتكافؤ الفرص والعدالة وتمكين المرأة ومشاركة الشباب، لغة لا تعترف بمفردات التخوين والتكفير والاتهامية الجاهزة....وخطاب يقيم وزنا جديا لمبادئ الديمقراطية الأساسية ، بصرف النظر عن أشكال تجسيدها، وفي القلب منها، حرية الرأي والتعبير والمشاركة، والمواطنة كمصدر وحيد للحقوق والواجبات، وتداول السلطة بين حكومات منتخبة تعبر عن تطلعات الأغلبية في هذه المرحلة أو تلك.

دولة الرئيس
السادة الضيوف
أيتها الصديقات ... أيها الأصدقاء

إذ نتمنى لمؤتمرنا هذا النجاح في تحقيق الأغراض التي انعقد من أجلها وفي المقدمة منها رفع سوية ومستوى الاهتمام بالتحديات الجدية التي تجابه مسيرة الإصلاح والتنمية السياسية في بلادنا ، فإنني أغتنم هذه الفرصة لتوجيه الشكر والتحية لضيوفنا الكرام الذي تجشموا عناء السفر وجاءوا لأول مرة إلى بلدهم الثاني: الأردن...أرحب بهم بين أهلهم وأصدقاءهم، وأشكرهم جزيل الشكر على اهتمامهم المقدر بالإسهام في فعاليات هذه المؤتمر ... والشكر موصول لجميع أصحاب وصاحبات الشرف الذين لبوا دعوتنا للمشاركة، إن في إعداد أوراق العمل القيمة التي سنعكف على قراءتها وتحليلها، أو في الإسهام المرموق في إثراء الحوار وإغنائه.
وفي ختام كلمتي، اسمحوا لي باسمكم جميعا، أن أتوجه بجزيل الشكر والتقدير لدولة رئيس الوزراء الأكرم، الأخ / الأستاذ فيصل الفايز، على رعايته أعمال هذا المؤتمر، وحرصه على أن يكون بيننا اليوم، محاورا ومحاضرا، لا راعيا فقط، فلك يادولة الرئيس مني شخصيا ومن زملائي وزميلاتي والحضور جميعا، كل التقدير والاحترام.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عريب الرنتاوي
المدير العام

- ورقة عمل قدمت لمؤتمر "الاحزاب السياسية في العالم العربي ...الوراقع الراهن وآفاق المستقبل" الذي نظمه مركز القدس للدراسات السياسية بتاريخ 12-13/حزيران 2004,الاردن -عمان.