السفير اليمني في ندوة بمركز القدس للدراسات * اقتراح اليمن باقامة اتحاد عربي هدفه اخراج النظام العربي من مأزقه الحالي
المصدر: الدستور
التاريخ: 2003-09-17
قال الدكتور ابراهيم العدوفي سفير الجمهورية اليمنية في الاردن ان المشروع الذي تقدمت به بلاده لتطوير العمل العربي المشترك باقامة اتحاد عربي جاء في وقت حرج للغاية تمر به الأمة العربية ومشروع النظام العربي كما انه يأتي لاخراج النظام العربي من مأزقه الحالي ودفعا لآليات جديدة لتجاوز السلبيات التي اعترت العمل العربي المشترك خلال العقود الماضية.
جاء ذلك في ندوة نظمها مركز القدس للدراسات السياسية مساء اول بعنوان »مستقبل الجامعة العربية والنظام العربي.. المشروع اليمني لتطوير العمل العربي المشترك«ادارها الزميل عريب الرنتاوي المدير العام للمركز.
واضاف العدوفي الى ان مشروع بلاده لا يهدف الى الغاء الجامعة العربية او دورها بل على العكس حيث يسعى المشروع الى تعزيز دور الجامعة العربية.
وقال ان اليمن وعندما طرحت هذه المبادرة ادركت أن من حق الجماهير العربية ان تتفاعل معها وان تناقشها للوصول الى توافق بشأنها.
واستعرض اسس المبادرة والتي تقوم على انشاء اتحاد عربي مشترك يقوم على احترام سيادة كل دولة عربية واحترام حدودها الاقليمية ووحدة ترابها الوطني وحق كل دولة في اختيار نظام حكمها وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الاعضاء وتشجيع الممارسات الديمقراطية وتعزيز مؤسساتها واحترام حقوق الانسان وعدم الاعتراف بالوصول الى السلطة بالقوة او بالطرق غير الشرعية في اي دولة عربية. ووقف عضوية اية دولة عضو تتعرض لذلك لحين استعادة الشرعية. وقيام نظام امن عربي اقليمي يحمي الدول الاعضاء، ويعزز من اسهامها في تحقيق الأمن والسلم الدوليين. والتزام الدول الاعضاء بحل خلافاتها بالطرق السلمية ورفض استخدام القوة في حل منازعاتها. الالتزام بميثاق الأمم المتحدة والاتفاقيات الثنائية بين الدولية الاعضاء، والمحافظة على الأمن والاستقرار الدوليين ومكافحة الارهاب.
وقال ان الاتحاد يهدف الى تحقيق التكامل الاقتصادي باعتبار تنمية المصالح المشتركة بين الدول الاعضاء والاندماج الاقتصادي هما المدخل الحقيقي للتوحد السياسي. آخذين في الاعتبار اهمية التدرج حتى يصل بالأمة الى تحقيق الاتحاد، وذلك من خلال استكمال الاصلاحات الاقتصادية لخلق مناخ عمل اقتصادي متكامل بين دول الاتحاد. وتحقيق التكامل الاقتصادي بين دول الاتحاد على أساس تطوير العمل الاقتصادي المشترك وتبادل المنافع لاقامة تكتل اقتصادي فاعل امام التكتلات الاقتصادية الاقليمية والدولية. وتحقيق السوق العربية المشتركة وتحرير انتقال العمالة ورؤوس الاموال بين دول الاتحاد والدفع بعملية التنمية المستدامة في دول الاتحاد على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والثقافي، وصولاً نحو تحقيق هدف رفع مستوى معيشة مواطني الاتحاد. وتشجيع التعاون الدولي بين »اتحاد الدول العربية« وغيره من التجمعات الاقليمية والدولية في اطار دستور الاتحاد وميثاق الأمم المتحدة والاعلان العالمي لحقوق الانسان. ودعم وتشجيع القطاع الخاص في »اتحاد الدول العربية« لارساء علاقة شراكة حقيقية بين دول الاتحاد، وبما يسهم بشكل فاعل في تحقيق التكامل الاقتصادي. وتنسيق جهود الدول العربية في المحافل الدولية والعمل ككتلة واحدة وتوحيد كافة الاطر والقوانين والتشريعات في كافة المجالات المتصلة بأهداف الاتحاد.
واستعرض السفير العدوفي آليات وأطر تنفيذ المشروع والذي يتألف من المجلس الاعلى للاتحاد الذي يضم الملوك والزعماء العرب ومجلس الأمة الذي يتألف من مجلسي للشورى والنواب ومجلس رؤساء الحكومات الذي يتألف من رؤساء حكومات دول الاتحاد كذلك المجالس الوزارية للاتحاد وتضم مجلس وزراء خارجية دول الاتحاد ومجلس وزراء التنمية والاقتصاد والتجارة (المجلس الاقتصادي) مجلس الدفاع والأمني ومجالس اخرى يلزم اضافتها كذلك من الأطر التي يشتمل عليها عمل الاتحاد محكمة العدل العربية التي تختص بحسم المنازعات بين الدول الاعضاء، وأي مهمة تناط بها ودستور الاتحاد المقترح والذي ينص على ان الاتحاد يتألف من الدول الاعضاء في الجامعة العربية وان يكون مقر الاتحاد القاهرة.
كذلك تحدث المشروع عن موضوع مكافحة الارهاب وقال العدوفي نحن العرب والمسلمين اكتوينا بنار الارهاب الذي اضر بكثير من الدول العربية وعندما نقول اننا دول اسلامية فنحن نعني الاسلام الذي لا يعرف التطرف والغلو والقائم على التسامح والعلاقات الحسنة مع الغير.
واكد العدوفي انه وبقدر اهمية ان يبحث هذا المشروع على مستوى القيادات العربية فانه من المهم ايضا ان يبحث على مستوى النخب السياسية والفكرية والثقافية في الوطن العربي حتى يكون هذا المشروع قابلا للتفاعل على المستويات المختلفة وهو ليس مبتورا عن الارادة السياسية والشعبية.
وقال انه وعند وضع هذا المشروع من قبل قانونيين وسياسيين ومفكرين في اليمن اخذ بعين الاعتبار ان يكون هناك دور للمشاركة الشعبية انطلاقا من اهمية دور مؤسسات المجتمع المدني في المجتمعات العربية.
وقال العدوفي عندما نشير الى ان المشروع اليمني يجمع بين المعايير الدولية والمعايير العربية فنحن نعني الشرعية الدولية ونحن لا نتحدث عن شرعية دولية ظالمة وانما عن قواعد عالمية.
وقال ان الاتحاد يهدف ايضا الى ضمان علاقات الدول العربية مع محيطها الجغرافي مؤكدا على اهمية علاقات دول الاتحاد مع كل من تركيا وايران باعتبار انهما يشكلان عمقا تاريخيا واسلاميا للامة العربية على مدى طويل مؤكدا ان المشروع لا يتحدث عن كيانات اخرى في المنطقة كاسرائيل مثلا.
واستعرض العدوفي التحديات التي تواجه المشروع فقال ان التحديات هي ذاتها التي تواجه التضامن العربي بشكل عام حيث رأت القيادة اليمنية انه وحتى لا ينهار الوضع العربي بالكامل كان لا بد من طرح هذا المشروع كذلك من التحديات التي تجابه المشروع الاحتلال الذي تتعرض له بعض الاقطار العربية موضحا ان الاحتلال واقع موجود ولكن اذا ما صلحت القيادة السياسية فانه يمكن لها ان تجابه التحديات.
الاراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي مركز القدس للدراسات السياسية
حقوق النشر محفوظة@ مركز القدس للدراسات السياسية. كل الحقوق محفوظة