A+ A-
السودان...تحديات السلام وما بعده

2004-05-02

نظم مركز القدس للدراسات السياسية يوم الأحد الموافق الثاني من مايو 2004، في القاعة الملوكية بفندق راديسون ساس، ندوة سياسية بعنوان "السودان ..تحديات السلام وما بعده "،حاضر فيها كل من معالي الدكتور القطبي مهدي، المستشار السياسي للرئيس السوداني، ومعالي السيد جون دور مجوك، وزير دولة، وقيادي جنوبي بارز . حضرها لفيف من أصحاب المعالي والشخصيات السياسية والأكاديمية وعدد من السفراء وأعضاء في السلك الدبلوماسي والمفكرين والمثقفين والنقابيين ومهتمين بالشأن السوداني العام .أدار الندوة الأستاذ عريب الرنتاوي مدير المركز .

استهل الحديث الدكتور قطبي المهدي، بالقول، سأتطرق إلى موضوع الندوة أولا ً، وهي ما هي "التحديات التي تواجه السلام، وما هي التداعيات التي نتوقعها في فترة ما بعد التوقيع على اتفاق السلام "!ومن حقنا أن نفعل ذلك، لأن احتمالات التوقيع على "الاتفاق الشامل والنهائي "قريبه جد اً، والذين يتابعون منكم الأخبار هذه الأيام يعرفون حقيقة أنه لم يتبق إلا بعض المسائل الإجرائية يجرى التفاوض حولها، إلا أن القضايا الرئيسية فيما يتصل بقضية الجنوب قد تم تجاوزها إلى حد كبير .

لكن ما سيحدث بعد ذلك تحكمه عوامل كثيرة، فلعلكم لاحظتم أن هنالك اهتمامات كثيرة ومتباينة بقضية السلام في السودان، وهنالك أطراف كثيرة، ولاعبين كثر ينشطون في هذه القضية، بعضهم يتدخل بشكل مباشر، وبعضهم من خلال الاهتمام بعملية السلام نفسها، وبعضهم يتوسطون، وبعضهم يتربصون وينتظرون ما سينتج من اتفاق حتى يبدأوا من بعد سعيهم للوصول إلى أهدافهم وتحقيق اجندتهم عن طريق هذه الاتفاقية، وعن طريق الأطراف المشاركة فيها .

وأشار الدكتور قطبي، أن السودان يجاور ما يقارب العشر دول، كل دولة لها قضاياها مع السودان، وكعادة الدول الأصغر ً دائما تكون متخوفة من الجار القوي والكبير، والسودان مؤهل بموارده إذا استطاع أن يستغل هذه الموارد، أن يصبح قوة إقليمية مؤثرة في المحيط الإقليمي الذي يعيش فيه، وبعض هذه الدول لها أيضا ً، أغراضها ومخاوفها ومصالحها فيما يتعلق بالقضية السودانية، فهي تراقب الوضع عن كثب، ولها دور فاعل في القضية السودانية سواء كان ً سلبا أو إيجابا ً، وبالتالي فهي تتحسب لما تتمخض عنه محادثات السلام لإيقاف هذه العملية، وفيما بعد تم استغلال هذه التعددية لنسف الوحدة الوطنية، ولهذا فالعوامل الداخلية تلعب دورها وسيكون لها تأثير على مستقبل الأوضاع في السودان .

من جهته قال الأستاذ جون دور مجوك، أن السودان يشكل جسرً ا يربط بين أفريقيا السوداء والشرق الأوسط، وعليه يجب أن ينعم السودان بالاستقرار لأنه إذا ما حدث اضطرابات فيه، فإن هذا الجسر سيعاني بدوره .نحن في السودان يجب أن نسأل أنفسنا، هل فشلنا في بناء التعايش بين الشعوب العربية والأفريقية في السودان؟ !،أم أن ما جرى يعود لتدخلات أجنبية تمتد جذورها منذ .

للاطلاع على صور الندوة اضغط هنا