A+ A-
ندوة: تعزيز المشاركة السياسية ومغادرة التهميش 4/ منطقة الدائرة الانتخابية الخامسة

2012-12-13

واصل مركز القدس للدراسات السياسية عقد سلسلة ندواته الرامية إلى "تعزيز المشاركة السياسية ومغادرة التهميش" في المناطق ذات المشاركة المتدنية في الانتخابات والعمل العام تحت شعار "علي صوتك، ما حدا بسمع من ساكت"، حيث عقد المركز الندوة الرابعة في منطقة الدائرة الانتخابية الخامسة، بالتعاون مع نادي الشباب للفكر والثقافة في أبو نصير، وفي قاعة اجتماعات نادي أبو نصير الثقافي. وتحدث في الندوة الفنانان حسن السبايلة ورانيا إسماعيل، والنائب والوزير السابق د.محمد الحلايقة بحضور ومشاركة جمع غفير من المواطنين.مدير عام مركز القدس للدراسات السياسية الزميل عريب الرنتاوي ، شرح دوافع هذه الأنشطة التي تم بلورتها بعد دراسات بينت أن هناك خمس دوائر في المملكة يبلغ عدد سكانها حوالي ثلث السكان، وتتميز بتدني المشاركة فيها في العمل العام وفي الانتخابات خلال الدورات السابقة حيث يتراوح معدل الاقتراع فيها بين 25 إلى 30 في المئة، أي نصف المعدل الوطني، علاوة على ما تعانيه كثير من مناطق هذه الدوائر التي تشمل الرصيفة والدوائر الاولي والثانية والثالثة والخامسة في العاصمة من تهميش اقتصادي واجتماعي للشباب والمرأة."

وأوضح الرنتاوي أننا نحارب الانسحابية واللامبالاة في سلوك المواطن، ونسعى إلى تعمق الوعي بأهمية مشاركته السياسية بشتى صنوفها، غير أننا لا ندعو إلى شكل محدد من المشاركة، فهذا شأن المواطن.

حسن السبايلة: صفينا على الحديدةبدأ الفنان حسن السبايلة مداخلته بالإشارة إلى المصادفة بأن شعار الندوة "علّي صوتك" هو نفسه اسم مسرحية سياسية كوميدية يقدمها مع فريقه. وقال "كيف نعلّي الصوت والخوف الأمني القديم ساكن فينا؟". وأضاف: لهذا كنا من أوائل من علّى الصوت من خلال الدراما عبر مؤسسة الإذاعة والتلفزيون ومسلسل "دبابيس زعل وخضرا" الذي كانت إشارته تقول: "حكومتنا الرشيدة.. لكتب فيك قصيدة؛شو ما عملتي شو ما قلتي ..صفينا على الحديدة"..إلخ. وشدّد على أهمية الفن الذي له وقع السحر على النفوس؛ ويستطيع أن يؤثر ويغير في المجتمع.

وتحدث السبايلة عن الأجزاء والعروض التي قدمها من ذلك المسلسل، لافتاً إلى رسائل كانت تنطوي عليها موجهة للشباب حول مواضيع مثل محارية العنف المجتمعي والعمل التطوعي والانتخابات وحقوق الإنسان، والحوار بين الأهل والأبناء.

وفي إشارة إلى مجلس النواب والانتخابات، قال بـأن الصوت الواحد الذي يعطيه الشخص بناء على صلة القرابة أو العشيرة، يبقينا ندور في حلقة مغلقة دون تغيير. وأشار إلى أنه قدم مسرحية بهذا الخصوص بعنوان "النائب إيديال" (النموذجي)، وتحدث فيها عن المال السياسي والعشيرة. وأضاف بأنه قدّم تعريفاً مبتكراً للعشيرة، مفاده أنها كلمة تتألف من خمسة حروف: الأول العين يعني عيلة كبيرة؛ والشين، شتى المنابت والأصول؛ والياء، ياما فتحنا بيوتنا لبعض، والراء روابط، والتاء تعالوا نحط أيدينا بأيد بعض.

واعتبر أن الخوف الأمني القديم المتأصل في أرواحنا، ساهم في عزوف الناس عن المشاركة في الأحزاب. وشدّد في ختام كلمته على أن التهميش يحرمك الفرصة ويعطيها لغيرك، وأردف: "خلّ صوتك بالحق عالٍ، وشارك في الأحزاب الوطنية والأعمال التطوعية".

إسماعيل: المرأة مهمشة
وقالت رانيا إسماعيل نحن نمارس السياسة بطريقتنا من دون خطابات من خلال الفن والمسرح. وأوضحت أن منظمة الصحة العالمية اختارتها كسفيرة نوايا حسنة لمحاربة مرض السل، وأنها مثلت الأردن في العديد من المحافل. وشدّدت على أهمية مشاركة المرأة في الانتخابات، لأن المرأة مهمشة، لافتة إلى المسؤوليات الكبيرة التي تتحملها المرأة في الأسرة والمجتمع. وتحدثت عن أهمية التوعية الديمقراطية لطلبة الجامعات لكنها قالت إنه يجب أن تبدأ التنشئة الديمقراطية للأطفال في سن مبكرة، وأعربت عن اعتقادها بأن هذا من شأنه أن يحفز الميول الإبداعية عند الأطفال، وأشادت بتشكيل الهيئة المستقلة للانتخاب، وقالت نحن بحاجة إلى نشر الثقافة السياسية على أوسع نطاق، لافتة الانتباه إلى أهمية الإعلام من أجل إدارة حيوية للعملية الانتخابية، وانتقدت سلوك الفزعة فينا.

وقالت من يبيع صوته في الانتخابات يبيع ضميره، وسلوك بعض رجال الأعمال في استخدام المال السياسي يسيء لمجلس النواب، ولازم نجابه ذلك بالوعي المنبثق من داخلنا. وأوضحت أنه طلب من فريق "زعل وخضرا" تقديم مسرحيات فكاهية في مهرجانات مرشحين للانتخابات، فرفضوا تجيير الفن لهذه الأغراض الخاصة.

الحلايقة: الوضع تغير
وقال النائب والوزير السابق د. محمد الحلايقة: المواطنة في النهاية تعني المشاركة، وتعني التفاعل مع قضايا الوطن بأي طريقة يراها الفرد مناسبة له في خدمة الصالح العام. والشعب هو الذي يشكل المفصل الرئيسي في معادلة الوطن.
وأضاف: أنا أدرك أن هناك مرارة في نفوسنا جميعاً من الأوضاع السياسية والاقتصادية والبطالة والفقر وتزوير الانتخابات، ومرارة على فلسطين، ومرارة على سوريا. لكن هذه المرارة، لا يجب أن تضع حاجزاً بيننا وبين المشاركة. وقال إن الدولة الأردنية تمر بظروف قاسية وأزمات كل 10-15 سنة بسبب الأوضاع الاقليمية وانعكاستها المحلية، ونجد أنفسنا كأردن في كل مرة في "بوز المدفع".

وأردف: لكننا اليوم على أبواب انتخابات؛ قانون الانتخاب فيه مثالب، وهناك مقاطعة للانتخابات، ولدينا احتجاجات على رفع الأسعار، لكن في نهاية المطاف لدينا انتخابات. وأنا متأكد من أننا نستطيع أن نغير كثيراً.
وشدّد على أن هناك مرحلة جديدة في العالم العربي بعد حادث بوعزيزة في تونس، لها معالمها الخاصة، أبرزها: أولاً قدرة مجموعة من الناس على التغيير بدون انقلاب عسكري. وثانياً، نجح المواطن في كسر حاجز الخوف، ولا عودة للوراء. ونحن نحترم كل تعبير سلمي عن الرأي، لكن من يخرج عن السلمية وينتقل إلى العنف فهذا اعتداء على الدولة. ثالثاً إن أكثر أشكال الرقابة أهمية وحساسية باتت الآن الرقابة الشعبية.

واضاف: الناس ليست راضية عن الانتخابات السابقة، لكن يجب عدم الإساءة لمؤسساتنا، لأنها إساءة لأنفسنا. والوضع تغير، فالنائب السابق الذي جمع بطاقات الناخبين، استدعي إلى المدعي العام، لأن هناك جهات تراقب كل شيء. ولذلك رغم الملاحظات على قانون الانتخاب، لا بد من مرحلة تغيير. والسؤال هو: من يعلق الجرس؟ أم نبقى ننتظر حتى يهبط التغيير من السماء؟ لذلك لا بديل عن التعاون من أجل التغيير. وهناك أمثلة كثيرة على الإنجازات: تعديل الدستور كان مش ممكن، المحكمة الدستورية كانت مش واردة، وأصبح لدينا هيئة مستقلة للانتخاب وهي جديرة بالثقة. كما أننا يجب أن ندعم الشباب لتحمل المسؤولية. طريق التزوير الآن ليس سهلاً، والمال السياسي سيلعب دوراً لكن الرقابة الآن أفضل.

مناقشات الحضور .. "التشاؤل" سيد الموقف
ورحّب الحضور بحرارة بالمتحدثين. وأبرزوا قلقهم من استخدام المال السياسي في الانتخابات القادمة، ومن أن لا يكون المجلس القادم أفضل من سابقه. وشدد أحدهم على أن من يشتري الصوت وضمائر الناس الغلابى مجرم. كما تساءل آخرون عمّا إذا كانت الدولة ستفرض القانون وتعاقب المخالفين الذين يحتجزون البطاقات الانتخابية.

وشارك في الندوة عدد من ممثلي وقادة أحزاب الشيوعي الأردني والحياة وحشد والوطني الأردني والحركة القومية ودعاء، وتحدثوا عن المشاركة والانتخابات ورفع الأسعار.

وانتقد مشاركون مجلسَ النواب السابق واصراره على الحصول على جواز أحمر وتقاعد مدى الحياة. ونال قانون الصوت الواحد نصيباً وافراً من النقد، وقالت مشاركة كيف يمكن المطالبة بالتغيير في ظل الصوت الواحد "صوت الحارات". وبيّن حزب الحياة بأنه يقاطع الانتخابات حتى يزول الصوت الواحد، معرباً عن تفاؤله بالمستقبل، وبأن مقومات الأردن وموقعه الجيو إستراتيجي تجعله بلداً نموذجياً.

ووجدت ظروف رفع أسعار المشتقات النفطية صداها في مداخلات الحضور. فمن مداخل اعتبر أن إجراءات رفع الدعم عن المحروقات حالة اضطرارية فرضت نفسها على الحكومة، إلى الحزب الشيوعي الذي رفض رفع الأسعار، موضحاً أن الأزمة الاقثتصادية ليست وليدة اليوم، وأنه ليس هناك ما يبرر رفع الأسعار والهجمة على جرة الغاز قبل الانتخابات، مفسراً بهذا قرار الحزب بتجميد المشاركة في الانتخابات. غير أن آخرين اعتبروا المقاطعة هروب سياسي، وطالبت مداخلات بتوفير الشفافية في الانتخابات والدعم لقطاع الشباب والمرأة، وفرز الأكفأ في المجلس القادم.

وانتقد مشارك بعض المظاهر السلبية لدى المواطنين، وعزا البعض العزوف عن المشاركة للخوف والتربية. وشدّد مشاركون على شعار علّ صوتك، وقالوا إن المقصود هو رفع الصوت بالحق وبالمطالب المشروعة.