قراءة في الخارطة السياسية والحزبية الإسرائيلية

2003-08-08

نظم مركز القدس للدراسات السياسة يوم الخميس الموافق 8)/آب/(2002 ، ندوة سياسية بعنوان "قراءة في الخارطة السياسية والحزبية الإسرائيلية " تحدث فيها السيد طلب الصانع، العضو العربي في الكنيست الإسرائيلي، وذلك بحضور عدد من المفكرين والمثقفين والصحفيين والمهتمين بالشأن الإسرائيلي – الفلسـطيني، أدار النـدوة الدكتور أحمد نوفل، أستاذ العلوم السياسية في جامعة اليرموك .

استهل الأستاذ طلب الصانع حديثه بالقول جنرال يهودي يدعى "بني بيلين "،عندما توفي كانت وصية هذا الضابط لأولاده أن يقرعوا الأجـراس في حديقة مترلهم و يقولوا :اليوم مات يهودي يؤمن أن بإمكان الشعب اليهودي "إقامة دولة مؤقتة "!، وهذا الشخص ليس على هامش المجتمع الإسرائيلي، بل كان جنرالا، ربما أعلى رتبة عسكرية، فهو عضو في هيئة الأركان العامـة وقائد للطيران الإسرائيلي .والسؤال ما هو مغزى هذه الجملة؟ !المغزى أنه بالرغم من وجود إسـرائيل "كدولـة"! فالإحساس في أنهم فشلوا بإقامة دولة بالمعنى الطبيعي والحقيقي للدولة !لأنه لا يوجد حتى الآن حدود لهذه الدولة متعارف عليها.

فدولة إسرائيل، الدولة الوحيدة في العالم، التي تكون حدود، مواطنتها أكبر من حدودها الجغرافية، بمعنى أن أي يهودي في أي موقع يرغب في الحصول على المواطنة اليهودية يحصل عليها بشكل تلقائي وفقا لقانون خاص يدعى قانون "حق العودة "!وهذا القانون يمنح اليهودي أينما كان الحق في الحصول على المواطنة، وبالتـالي التأثير على القرار السياسي من منطلق التأكيد أن لكل يهودي "حق تاريخي "في هذه الأرض ، بالرغم من غيابهم منذ أكثر من 2000 عام.

هذا الحق التاريخي يمنحهم الحق في العودة والحصول على المواطنة، و "المواطنة" هو اصطلاح سياسي، انتماء للدولة، والنتيجة العملية أن المواطنة تمنح "لليهودي"،ليس من قبل الدولة، فلا يوجد خيار للدولة أن تقرر بـ "نعم"أو "لا"!وإنما تمنح بشكل تلقائي .وهذا القانون يعتـبر فوق الدولة، وعندما تم سنه قال بن غوريون :"أنه من خلال هذا القانون سيتم ترسيخ يهودية الدولة "!.

وأضاف الصانع، الشيء الآخر أن هذه الدولة ما زالت تتحكم وتسير وفقا لاصطلاحات هي أبعد ما تكون عـن منطـق" المواطنة"، فالمواطنة هي التي تؤكد العلاقة بين الدولة وبين من يسكن فيها، ولكن في دولة إسرائيل هذه العلاقة مبنية على اصطلاحات دينية – توراتية، وليس اصطلاحات مدنية، كما هو متعارف عليه، فهذا هو دور إسرائيل منـذ إنشائها وحتى اليوم من خلال تعريفها، نتيجة فشلها في تحقيق الدولة اليهودية الخالية من العرب.

وأشار الصانع، اليهودي الذي عانى من الكارثة النازية حتى عام 1946 ، بمعنى بعد عامين من الحرب العالمية الثانية، قام بعمليـة ترحيل جماعي لمئات الآلاف من الفلسطينيين وقام بتدمير 473 قرية "!!، ولننظر كيف تحول هذا الشعب من شعب مضطهد ومضطهِد خلال فترة زمنية قصيرة، ولكن ما تبقى من العرب أفشلوا مخطط إقامة دولة يهودية.
https://www.alqudscenter.org/print.php?l=ar&pg=QUNUSVZJVElFUw==&id=175